التصنيف: الكون


  • الباب الأول: الكون التجرد وفي رحلة التساؤلات، ينبغي للباحث أن يتجرد للوصول إلى الحقيقة، وألا يلتفت لِما وجد عليه آباءه وأجداده، بل يجب عليه أن يتحرر من كل فكرٍ وقيد، ويقف عند كل كبيرةٍ وصغيرةٍ، مهما كانت سابقاً خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه، أعترف أنّ محاولات التجرد الكامل صعبةٌ نوعاً ما، فالإنسان نتاج بيئته الثقافية…

  • نيوتن

    من البديهي أن ننطلق مما قَدَّمه نيوتن من إضافات في علم الفيزياء، لأن هذه الإضافات كانت مُنطلَق كلّ الفيزياء الحديثة لاحقاً، وما نعتبره اليوم أمراً عادياً، كان في ذاك الزمان عظيماً، على الرغم من أنّ نظرة نيوتن للمادة في ذلك الزمان كانت قاصرة، إذ اعتقد أنها عبارة عن جُسيمات كبيرة ومتحركة وصلبة ولا يُمكن اختراقها،…

  • في عام 1900م، أظهر ماكس بلانك أنه عند قيامنا بتسخين جسم ما حتى يتوهج فإن الذرات تهتز بقوة كافية تمكننا من قياس الطاقة الناتجة في وحدات غير مترابطة، وسمى هذه الحزم من الطاقة بالكمات (الفوتونات)، وفي عام 1904م تمكن العالم تيودور وليام ريشارد من تحديد الوزن الذري للذرات معتمداً على معادلة أفوغادرو Avogadro. وقد أدت…

  • لمحاولة فهم هذا الكون بشكل أفضل، يتحتم علينا فهمه عبر قوانين الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك (الكوزمولوجي Cosmology) والنظريات العلمية التي يحاول العُلماء إثباتها يوماً بعد يوم، وما بين أيدينا من تطوراتٍ علميةٍ غير مسبوقة حول فهمنا لهذا الكون ترجع إلى نهايات القرن التاسع عشر، وفهم الكون بهذا الشكل الواضح هذا اليوم مرتبط بنظريات متعددة مُختلفة…

  • يتفق أغلب علماء الفلك -إن لم يكن كلهم- على أنّ الكون نتج جراء حدث عظيم أدى إلى تكونه، يُطلقون عليه تسمية الانفجار العظيم Big Bang، وقد بدأ هذا الحدث العظيم قبل ما يقارب 13.8 مليار عام، وهو ما أدّى إلى تكوّن الكون ووجود ما نراه حولنا اليوم من كل شيء، ولكن كيف تم تحديد هذا…

  • لا شك أنّ طلاب المرحلة الابتدائية هذه الأيام يعرفون ظاهرة دوبلر، والتي تنص على أنه إذا كان هُنَاك جسم يتحرك مبتعداً عنك، فإنّ الصوت الذي يصدر عنه سيمتد طوله الموجي أكثر (تتوسع الموجة)، وذلك لأنّ تردده سيقل، والعكس صحيح، ولعلك تسمع سيارة الإسعاف مقبلةً عليك فتسمع دويها بسرعة، وي وي وي وي وي وي، وحين…

  • يرى العُلماء الآن أنّ الكون قد بدأ من نقطة مُتناهية الصغر، مُترامية الكتلة، أطلقوا عليها تسمية المتفردة Singularity، وهذه النقطة الصغيرة جداً، والتي حجمها صفر، وكتلتها لا نهائية، قد انفجرت وأنتجت الكون الذي أمامنا، وإذا كنت شخصاً متديناً ستقول لي هذه هي نقطة العدم التي يتكلم عنها الدين؛ لأنها نقطة حجمها لا شيء وكتلتها كل…

  • يدرس علم الديناميكا الحرارية آلية تحول الطاقة إلى أوجه أخرى منها، مثل تحول الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية أو تحول الطاقة الحرارية إلى طاقة كهربائية ويحاول هذا العلم أن يضع لها القوانين والنظريات، ونبدأ بقانونها الأول: القانون الصفري: يَنُص هذا القانون على أنه إذا كان النظام أ في حالة توازن حراري مع نظام ثانٍ ب،…

  • لو كنت أملك المليار لتفرغت للجلوس على شاطئ بحر المالديف أحتسي أي شيء عدا القهوة، ولكن ها أنا هنا أتحدث معك عن الكون، وفي محاولة فهمنا آلية نشوء الكون وتكونه سنصطدم بأرقام كبيرة ومخيفة، ولكي نستطيع أن نتصورها يجب أن نفهم ماذا تعني، فماذا يعني المليون، وماذا يعني المليار، ولنرَ كم نستغرق من الوقت حتى…

  • الجدير بالذكر أنّ جميع النظريات أو الأحداث لتكوين الكون غير نهائية، ويتم إجراء تغييرات رياضية وهندسية عليها من حين إلى آخر، حسب الاكتشافات الجديدة والتي تعمل على تعديل الأنموذج الأصلي في لحظة وقوع الانفجار وما تبعه من تسلسل وأحداث. بعد الانفجار العظيم (ليس انفجار بقدر ما هو توسع) وبعد عصر بلانك في الثواني الثلاثين الأولى…

  • كما هو ملاحظ، فالحديث عن الذرات يأخذنا حتماً إلى الحديث عن النجوم، فالكون ذو إطار مرجعي واحد ومُنبثقٌ من مادة واحدة، ومن المُفترض أن تكون القوانين واحدة، إلا أنه كما رأينا لم يستطع العُلماء بعد توحيد النظرية الكمومية والنسبية في نظرية واحدة، لكن هذا لا يعني ألا نحاول أن نفهم الكون بما لدينا من قوانين،…

  • أجرى العالم توماس يونغ عام 1801م تجربةً كان الهدف منها دراسة طبيعة الضوء، سُميت بتجربة الشق المزدوج، فنيوتن كان قد افترض أنّ الضوء ذو طبيعة جُسيمية؛ أي يتكون من جُسيمات، أما تجربة يونغ فقد أثبتت أنّ الضوء يتكون من موجات، لاحقاً، تم استخدام هذه التجربة لإثبات أنّ الإلكترونات وباقي الجُسيمات الذرية ذات طبيعة موجية أيضاً.…

  • في علم الاحتمالات، حين يتم دراسة إمكانية حصول حدث عشوائي، يتفق الرياضيون على شيء اسمه الاحتمال المُستحيل، لدينا عملة نقدية تحمل وجهين، صورة، وكتابة، ما هو احتمال إذا رمينا العملة في الهواء وسقطت أن تكون النتيجة هي صورة؟ الاحتمال هو 1 من 2، أي خمسون في المئة، ولو رمينا القطعة النقدية مرتين في الهواء، ما…

  • بعد إرساء أسس العلوم الطبيعية على العقل والتجارب العلمية والمشاهد الحسية، أمسى العُلماء يؤمنون في القرنين الثامن والتاسع عشر أنّ الكون ماديٌ بحت، وفور أن أثبت كوبرنيكوس أنّ الأرض تدور حول الشمس حتى انقلبت الموازين، وقد كان قرن كوبرنيكوس والقرن الذي يليه قرنين ماديين، يحاول العُلماء فيهما أن يفسروا كل حادث بعيداً عن العواطف والمعتقدات،…

  • إذا كان هُنَاك المليارات من الكواكب التي تُشبه الأرض في مجرات لا متناهية، فعلى الأرجح هُنَاك احتمالات أن توجد حياة وحضارة مثلنا أو أرقى منا، هذه الفكرة لمعت في ذهن العالم الإيطالي فيرمي أثناء تناوله الغداء، وقد كلفت البشرية لاحقاً الكثير من الطعام في محاولة التفكير لحلها، يوجد في مجرة درب التبانة بين 100 و400…

  • مع أنّ احتمال العثور على أناس عاقلين خارج كوكب الأرض ضئيل جداً، إلا أنّ مجموعة من العُلماء وبعض رواد الفضاء قاموا بتصميم لوحة من النحاس المطلي بالذهب أُطلق عليها مسمى لوحة فوياجر الذهبية، وقد تم تثبيتها على مسبار فوياجر، وإرفاقها برسالة صوتية ترحيبية من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر لعام 1977م تقول: “هذه هدية…

  • يستعرض العالم بول دافيس والعالم جورج جرينشتاين كثير من النقاط المُدهشة في بناء الكون، والتي تنال درجةً عاليةً من الدِّقة والتنسيق الهائل، منها الاحتمالات الضعيفة لتكون الكربون والهيليوم بالطريقة التقليدية؛ لأنّ تكوينهم يتطلب مسارات متوازية وإلا ستفشل العملية برمتها، ويوضحان أنّ أي انفجار ينتج عنه تشتت للمادة بطريقة عشوائية، لكن الكون بعد الانفجار العظيم تشتت…

  • لا أعلم إن كانت تلك التفسيرات مقنعة أم لا، لكن كما يبدو أنّ العلم لا يقدم إجابات جاهزة، وإنك إذا لم تُعمل عقلك في العلم، فأنت حتماً أحد الأتباع المنقادين، التفسيرات السابقة صعبة القبول لأن العقل يميل إلى التفسير المنطقي الذي وضعه كثير من العُلماء والكتب، كما كتاب الكوكب المميز [7] إذ يبرهن الكتاب على…

  • إنّ كوكب الأرض ليس كأي كوكب آخر، بل هو كوكبٌ يكاد يكون فريداً لو لم يمسسه البشر، ولدى هذا الكوكب ما يميزه عن باقي الكواكب، فكوكب الأرض ليس كوكباً مصمتاً من الداخل، ونجد داخل الكرة الأرضية طبقات مُختلفة وصولاً إلى نواة الكوكب المكونة من معادن منصهرة، هذه المعادن تجعل باطن الكوكب له ضغط يعادل ثلاثة…

  • شكل 11 معدلات ثاني أكسيد الكربون. منذ عام 1950م، ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى فوق 280 جزء في المليون، وزادت عن 340 حتى وصلت إلى 400 جزء في يومنا هذا، وهذه الزيادة البسيطة تعادل ذوبان ثلاث ملاعق من السكر في طن من الماء، هذا الأمر الذي أدى إلى رفع درجة حرارة الكوكب درجة مئوية…