ما دام الفلاسفة يرون أنّ هُنَاك صانع أعلى لهذا الإنسان (خالق) وأنّ الغائية أمرٌ حتميٌ في هذا الكون، فهذا يعني أنّ خلق الإنسان له غاية وليس اعتباطي، ويجب أن يكون هذا الخالق قد منحه كل ما يلزم ليكون على قدر المسؤولية، زوده بهذا العقل، وأخبره أنه المفتاح لكل الأبواب المؤصدة في حياته، وكل ما عليه…
حسب المنهج العلمي فإن خطوات البناء العلمي التجريبي تبدأ بملاحظة ظاهرة ما، ثم تُطرح الفرضية لتفسير الظاهرة، ثم نقوم بإثبات الفرضية بأدلة كاملة وافية، ونعيد الإثبات مراراً وتكراراً حتى نضمن تحقق التفسير كما في علم الوراثة على سبيل المثال، وإذا خالفت الأدلة الفرضية أو ثبت خطؤها في أي عينة من عينات البحث، فإن الفرضية تكون…
للعلم صفحات سوداء لا يمكن تجاوزها إلا وذرف الدموع بكل ما نملك من مشاعر إنسانية، هذه الصفحات تُبين أنّ العلم المُجرَّد دون أخلاق أو مبادئ هو علمٌ يعمل ضد البشرية، ولا معنى للعلوم إن لم يكن هدفها فائدة الإنسان وتحسين حياته، وليس إنساناً بعينه، بل كل إنسان مهما كان، والظاهر أنّ العلم لا يرى البشر…
انظر لآلاف الأزهار المُختلفة، لا تجد زهرة فيها قبيحة كلها مصممة بطريقة جميلة تسر الناظرين، ولكن، هل الجمال يكمن في الزهرة؟ أم أنّ الجمال أمرٌ يراه الشخص نفسه وينبع من داخله؟ هذا السؤال وغيره يطرحه علم الجمال (الأستطيقا) وهو علم يبحث في الإدراك الحسي لفلسفة الجمال والتعبير عن الجمال وفلسفة الفن، وما هي الصفات المُشتركة…
منذ أن بدأ التاريخ رأينا أنّ البشرية تبحث عن إجاباتٍ لأسئلة كبرى، ويأتي على رأس هؤلاء الباحثون علماء البشرية بشتى مجالاتهم، وقد ارتبطت هذه الإجابات دائماً بالسؤال الأول: هل الله موجود؟ وفي محاولة إيجاد حجج دامغة على وجود الله جلب أرسطو قبل 2300 سنة دليلاً منطقياً على وجود الله وتبعه كما رأينا العديد من الفلاسفة…
الإله صورة 21 عمل فني للفنان ديجان جوفانوفيك على غرار لوحة مايكل أنجلو خلق آدم وفيلم Prometheus (2012) الذي يحاول عبر قصته الخيالية أن يجيب عن الأسئلة التي لا إجابات لها: من نحن، وكيف ولماذا أتينا، بطريقة خيالية تداعب طموحات العقل الجامح الجائع للمعرفة، وذلك باعتماده على الميثولوجيا الإغريقية إذ طلب كبير الآلهة زيوس من…
مما لا شك فيه أنّ أكبر مصدر للخوف أرعب البشرية عبر تاريخها، كان وما زال هو الموت، سنين العمر نقضيها ثم بعد الانتهاء من سنوات البناء والعمل يأتي المحتم ويَجُر الإنسان إلى اللامكان، إلى مكان مجهول لا يعلم أحد حقيقته، وكل ما نعرف عنه عبارة عن أخبار دينية غريبة وعجيبة، والمُشكِلة أنه لا أحد عاد…
إن سألت شرطياً يعمل في جهاز جمع المعلومات: ما هو الإنسان؟ فسيخبرك أنّ الإنسان كائن فاسد حتى النخاع، وإن سألت طبيب غرفة إنعاشٍ عن الإنسان فسيخبرك أنه مُجرَّد رقم، ولو سألت فنية غرفة تصوير أشعة سينية عن الإنسان فستخبرك أنه كذبة كبيرة، ولو سألت صيدلانياً عن الإنسان فسيخبرك أنه عناصر كيميائية متفاعلة، ولو سألت طبيباً…
يختلف الإنسان عن كل ما هو موجود في هذا الكون من كائنات وجمادات وأفكار، فالظاهرة الإنسانية لا تتشابه مع أي ظاهرة أخرى، ولا يمكن مقارنتها بالظاهرة الطبيعية التي لا تمتلك إرادةً حرة أو وعي أو قدرة على التصرف خارج نطاق قوانين المادة، ولا ذاكرة ولا مشاعر، والتي هي صفات من صميم إنسانية الإنسان. يتأثر الإنسان…
قديماً، ساد الاعتقاد أنّ المحرك الأساسي للإنسان هو الجوع، فالإنسان يجتهد ويعمل حتى يأكل ويشبع، ثم ساد الاعتقاد لاحقاً أنّ المحرك الأساسي هو الخوف من الموت، إلى أن أتى سيجموند فرويد لهذا العالم وأصرّ على أنّ المحرك الأساسي لحياة البشر هو الجنس! فمنذ ولادة الإنسان وحتى مماته وهو يتحرك بدافع الجنس، فهو يجتهد في الدراسة…
صنع البشر الحاسوب ليساعدهم على توفير الوقت والجهد وللانطلاق في عوالم لم يحلموا بولوجها، ولكن، لماذا صنعنا خالق هذا الكون في حين أنه لا يحتاج إلى الانطلاق في عوالم أو توفير الوقت والجهد؟ هذا السؤال الذي يراودنا في كل لحظاتنا خصوصاً لحظات الحزن واليأس، يا ربّاه، لماذا كل هذا العناء! لنفترض أنّ الخالق وضع أمامنا…
وعودة إلى الموت للمرة الثانية، لعل الموت أحد أكبر المزايا التي نتمتع بها ولا نشعر بفضلها، ولعل في صراع الآلهة في الميثولوجيا الإغريقية كما في بروميثيوس وزيوس خير دليل على سعي الإنسان الدائم للحصول على المزايا الثلاث للآلهة عند البشر وهي عمارة السماء والخلود واكتمال المعرفة، ومع تقدم العلم بدأ البشر بالوصول إلى السماء، بل…
قبل الحديث عن قضايا المرأة المُختلفة، لا بد من البدء بأن كل الرجال كانوا نساءً في بطون أمهاتهم، والسؤال الذي أدّى إلى هذه فهم الحقيقة كان: لماذا يملك الرجل ثدياً ولا يستخدمه للرضاعة مثل المرأة؟ الرجل رجل، ولكن لديه أثداء! لماذا؟ في الحقيقة إنّ كل البشر في بطون أمهاتهم في أول 6 أسابيع من الحمل…
ومع فهم شريحة كبيرة من البشر لكيفية سير عمليات الحاسوب ومنطق عمله بشكل عام، يمكننا أن نفهم شيئاً من الوعي البشري وعلاقته بمصممه بطريقة أفضل، ويتساءل العُلماء في المقابل: هل يمكن للحاسوب أن يعي ما يقوم به؟ هل يمكن للحواسيب أن تصل يوماً إلى تشكيل وعي عن نفسها وعن علماء الرياضيات مصمموها؟ وفي محاولة لإجابة…
تفهمنا أنه لا بد للكون من مصمم، ولكن ماذا يريد منا هذا المصمم في المقابل، في أسوأ الظروف لا يريد منا أي شيء، خلقنا دون هدف واضح، ولكن نحن المخلوقين نحب أن نعرف عنه كل شيء، نرغب في البداية أن نعرف اسمه، ثم أن نعرف ما هي صفاته لكي نفكر فيه، وغالبا في لحظات الضعف…