في علم الاحتمالات، حين يتم دراسة إمكانية حصول حدث عشوائي، يتفق الرياضيون على شيء اسمه الاحتمال المُستحيل، لدينا عملة نقدية تحمل وجهين، صورة، وكتابة، ما هو احتمال إذا رمينا العملة في الهواء وسقطت أن تكون النتيجة هي صورة؟ الاحتمال هو 1 من 2، أي خمسون في المئة، ولو رمينا القطعة النقدية مرتين في الهواء، ما هو احتمال أن نحصل على صورة مرتين متتاليتين؟ الإجابة سهلة، هي ربع الاحتمالات أي 25%، ولو كان لدينا 10 عملات فإن الحساب يكون 2 أس 10، أي أن الاحتمال 1 من 1024 وهكذا، ولو كان لدينا نرد بستة وجوه فإنّ احتمال الحصول على الرقم 2 مثلاً هو 1 من 6، أي سدس القيم المتوقعة وتساوي 16%، واحتمال الحصول على الرقم 1 أو 5 هو سدسين، أي 2 من 6 أي الثلث وتساوي 33%، واحتمال الحصول على الرقم 1 و 5 هو احتمال مُستحيل، لأن النرد سيسقط على وجه واحد، ولكن ما احتمال الحصول على الرقم 3 عدة مرات متتالية تصل إلى 8 مرات مثلاً؟ سيكون الرقم قليلاً جداً، ولكن ما هو الرقم الذي يمكننا القول عنده أنّ هذا الاحتمال مُستحيل، ولا يمكن أن يحصل بأي حالٍ من الأحوال؟

في الديناميكا الحرارية يُعدُّ الاحتمال المُستحيل هو احتمال حصول أمر ما من الرقم 10 أس عدد أفوجادرو، أي 1 من 10^23[5]، وبشكل عام يتفق العُلماء أنّ الاحتمال المُستحيل هو أي احتمال فوق الاحتمال 1 من 10^50. وبذلك علمياً أو رياضياً أي شيء فوق هذا الاحتمال لا يمكنك اعتباره ممكناً، بل هو مُستحيل أو خارق للعادة.

يُفيد فهم نظرية الاحتمالات هذه متى يمكننا التوقف عن الأمل في أي احتمال في هذا الكون، ومتى نستطيع القول إنّ هذا ممكن، وإنّ هذا غير ممكن وخارج عن المألوف، وخارج عن نطاق هذا الكون.

ويجب الانتباه إلى أنّ للاحتمالات معنىً في ظل وجود هذا الكون، ولولا وجود الكون لما كان للاحتمالات معنى، فاستخدام الاحتمالات في توقع إمكانية حدوث الكون أمر لا معنى له، لأن الاحتمالات والزمان والمكان هي نتاج انفجار الكون، ولم تكن قبله.


اترك تعليقاً