مع أنّ احتمال العثور على أناس عاقلين خارج كوكب الأرض ضئيل جداً، إلا أنّ مجموعة من العُلماء وبعض رواد الفضاء قاموا بتصميم لوحة من النحاس المطلي بالذهب أُطلق عليها مسمى لوحة فوياجر الذهبية، وقد تم تثبيتها على مسبار فوياجر، وإرفاقها برسالة صوتية ترحيبية من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر لعام 1977م تقول: “هذه هدية من عالم صغير، تُعطي شيئاً من أصواتنا ومن معلوماتنا، وصور وموسيقى، ومن فكرنا وأحاسيسنا. نحن نحاول البقاء وعليه فربما نعيش بعض الوقت من الزمان ونعاصركم” وذلك في محاولة للتواصل مع العالم الخارجي وإثبات وجودنا، والتواصل مع الكائنات الفضائية المحتملة التي قد يقابلها المسبار.


شكل 9 صورة إسطوانة فوياجر

يحمل المسبار لوحة مغطاة بطبقة من الذهب (شكل 9 صورة إسطوانة فوياجر)؛ حتى تحميها من عوامل النحت والتعرية، نُقِش عليها معلومات عن الأرض، وموقعها، وسكانها، وتتضمن صوراً للبشر، وتسجيلات صوتية، وتظهر اللوحة وضع الشمس بالنسبة إلى 15 نجماً نابضاً، كما تحتوي اللوحة على صور فوتوغرافية تُوضح شكل الإنسان وطوله، ورسوماً بيانية من بينها صوراً لسيناء ووادي النيل كما تظهر من القمر الصناعي، وكذلك صور المجموعة الشمسية والدنا DNA، وصور أعضاء جسم الإنسان.

كما اهتم العُلماء بإضافة صور لحيوانات وحشرات ونباتات ومناظر عن تضاريس الأرض، وإضافةً إلى صور عن غذاء البشر وعن الفن المعماري على الأرض، وصورٍ عن الأشغال اليومية للبشر، كذلك احتوت الأسطوانة على صور لعدة مناطق عشوائية من العالم، كسيدة في متجر أو طريق سريع، وصور لمركبات كيميائية ومعلومات عن الحجم والزمن والكتلة.

كما تم إرفاق مجموعة من أصوات البشر في عبارات تحية بأكثر من 55 لُغة، مع موسيقى من كل مكان بالعالم تقريباً، مروراً ببيتهوفن وباخ وموزارت، وأصوات لعصافير، وكلب ينبح… إلخ، الأسطوانة مُصممة لكي تعيش لأكثر من 500 مليون سنة، عسى أن تستطيع في يوم ما مقابلة حياة عاقلة، والجملة المنطوقة بصوت عربي هي: “تحياتنا للأصدقاء في النجوم، يا ليت يجمعنا الزمان”.

رغم كل هذه المحاولات المضنية، لا توجد أي إشارات علمية أو رياضية على وجود حضارات أخرى، والعلم يصادق على الموجود، لا على المرغوب.


اترك تعليقاً