شكل 11 معدلات ثاني أكسيد الكربون.
منذ عام 1950م، ارتفعت نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى فوق 280 جزء في المليون، وزادت عن 340 حتى وصلت إلى 400 جزء في يومنا هذا، وهذه الزيادة البسيطة تعادل ذوبان ثلاث ملاعق من السكر في طن من الماء، هذا الأمر الذي أدى إلى رفع درجة حرارة الكوكب درجة مئوية واحدة، ولعلك تعتقد أنّ هذا أمر ٌهيّن، فدرجة واحدة تعنى ذوبان الجليد، وغرق الشواطئ والجزر واختلاف الحياة البحرية والنباتية والحيوانية، وموت بعض النباتات أي موت الحيوانات التي تتغذى عليها لذا فالعملية مُعقَّدة جداً ومتراكبة.
فوائد الغلاف الجوي للأرض كثيرة لا يمكن حصرها، وتغيير أبسط مكون من مكونات الغلاف الجوي يهدد الحياة على كوكب الأرض مثل اتساع ثقب طبقة الأوزون، الأمر الذي جعل العالم يقف متكاثفاً لحمايته؛ فلطبقة الأوزون فوائد جمة، إنها تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تُسبب السرطان، وكذلك تحافظ على درجة حرارة الكوكب، ويحمينا الغلاف الجوي من الشهب والنيازك التي تصيب الأرض، فكم كبير منها يحترق في الغلاف الجوي قبل أن يصلنا.
بل وحتى تكامل كثافة الغلاف الجوي ومكوناته مع الجليد ومع المحيطات يحافظ على عكس كمية مُحددة من ضوء الشمس بما هو معروف بتأثير ألبيدو تحت معامل 0.39، لأنه لو قلت نسبة انعكاس الإشعاع الكهرومغناطيسي أو زادت فإننا سنتجمد أو سنتبخر، بل حتى كثافة الهواء الحالية مناسبة للتنفس ومناسبة للرئة لكي تقاوم الهواء وتقوم بعملها بشكل صحيح، ولك أن تتخيل أن تملأ بالوناً بالهواء، أو أن تملؤه بالعسل، هُنَاك فرق كبير جداً، ولو كان الغلاف الجوي أقل كثافة من الحالي، لما تشكلت الغيوم ولما وُجدت المياه على سطح الأرض، بل لتبخرت وطارت في الفضاء كما حدث مع كوكب الزهرة قبل ملايين السنين، إذ تبخر الماء وانتهى من الكوكب.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.