رابط 1 علم الأحياء: تركيب الخلية يمكنك الاستزادة أكثر عن تركيب الخلية من هذا الفيديو، لتتصور أكثر ما نحن مقبلون عليه. |
إنّ حدود العالم هي حافة الكون، وحدود العقل هي لغته، وحدود الخلية هي غشاؤها المحيط بها، لخلية الإنسان غشاء مُعقَّد في بنائه يسمى الغشاء البلازمي، وهذا الغشاء مكون من طبقتين فوق بعضهما من الدهون (الليبيدات) Phospholipid Bilayer يُسمى الغشاء الخلوي، ويضُم أماكن مخصصة للارتباط والاتصال والإدخال والإخراج، إذ يدخل الأكسجين من الخارج وتخرج الفضلات من الداخل، ولكل نوع من الفضلات آلية مُحددة للخروج ولكل نوع من المدخلات آلية مُحددة للدخول أيضاً، حيث هناك شيفرة خاصة تسمح بدخول المادة أو خروجها.
يحتوي سطح الخلية الواحدة على ما يقارب 5 آلاف بوابة لدخول وخروج المواد، وتدخل المواد عبر 3 طرق رئيسية هي الطريقة المجانية إذ لا تخسر الخلية أي طاقة وتُسمى النقل السلبي Passive Transport، وهُنَاك مواد يتم نقلها باستخدام بذل الطاقة إذ تدفع الخلية ATP لتسمح بدخول المواد عند الحاجة وتُسمى النقل النشط Active Transport، وهُنَاك طريقة ثالثة تسمى النقل المساعد Facilitate Transport إذ تتحايل الخلية وتنقل المادة بمساعدة مادة أخرى ستدخل الخلية بسهولة دون طاقة كما في (رابط 2 علم الأحياء: النقل في الخلية)، فتجعل الخلية المادة الأخرى تتصل بها وتدخل معها.
تحتوي الخلية الحيوانية على ما مقداره 1 على 20 من تركيز الصوديوم بداخلها عما هو خارجها، وحسب الضغط الأسموزي فإنه يجب أن يكون التركيز على جانبي غشاء نفاذ متساوي، وبسبب عدم التساوي يجب أن تُوجِد الخلية آلية لدفع الصوديوم خارجها، وهذا يتطلب طاقة كثيرة، والحقيقة ثلث طاقة الخلية تذهب في هذه العملية، ولو لم تتم العملية هذه لانفجرت الخلية.
تحتوي النباتات على جدار يُحيط بها يُسمى جدار الخلية يختلف في تركيبه عن الغشاء الخلوي بالكامل، وهو أقوى منه ويحفظها من الجفاف والصدمات، تحتوي بعض الكائنات أحادية الخلية مثل البكتيريا على الغشاءين معاً، غشاء خلوي وجدار خلوي، الجدار الخلوي أقوى من الغشاء الخلوي ويحفظها في ظروفها الصعبة، إذ تكون هذه الكائنات معرّاة في مواجهة العالم الخارجي بعكس خلية جسم الإنسان التي يحميها الجلد وعوامل أخرى، والجدير بالذكر أنّ الجدار الخلوي للخلية هو ما يجعل بعض المضادات الحيوية فعالة ضد البكتيريا ولا تضر الإنسان، مثل مضادات عائلة البنسلين Penicillin والسيفالوسبورين Cephalosporin والفانكومايسن Vancomycin، إذ لا تحتوي الخلية البشرية على جدار خلوي فلا ضرر عليها، مع العلم أنّ حجم الخلية الحيوانية يصل إلى 1000 مرة حجم الخلية البكتيرية.
رسم توضيحي 9 تركيب جدار الخلية
|
يظهر على غشاء الخلية مجموعة كبيرة من البروتينات تُدعى المستقبلات تصل إلى 10 آلاف نوع، هذه المستقبلات هي نقاط اتصال الخلية مع العالم الخارجي، أو مرابط للعالم الخارجي ليتصل بالخلية، مثلاً يريد جسم الإنسان إرسال هرمون معين أو أمر ما للخلايا، فيبدأ بإفراز مادة مُحددة من مئات المواد المُختلفة (الهرمونات على سبيل المثال) فترتبط بسطح الخلية على أحد المستقبلات ثم يبدأ تأثير المادة فيفهمها المستقبل ويقوم بإرسال إشارة إلى داخل الخلية حسب نوعها، كذلك فإن هذه المستقبلات هي ما ترتبط بها الفيروسات والبكتيريا كالمفتاح والقفل فيبدأ تأثير الفايروس، وهُنَاك علاج جديد للفايروسات يمنع اتصال مستقبل الفايروس مع مستقبل الخلية فلا يحدث المرض، وقد صنف العُلماء مستقبلات وحددوا وظيفتها وقاموا بالتأثير عليها، مثل مستقبلات ألفا وبيتا بأنواعها المُختلفة، وجاما وكابا وميو ومئات الأنواع المخصصة في كل موضع في جسم الإنسان ذات وظيفة مُحددة.
هُنَاك حالات من ارتباط القفل والمفتاح في المستقبلات، فبعض المستقبلات يتصل اتصالاً كلياً بالمادة، وبعضها يتصل اتصالاً جزئياً، وبعضها حينما يتصل يجعل الخلية ترسل إشارات للداخل مستمرة وبعضها متقطع، وبعضها اتصاله بالمستقبلات دائم وأبدي، وبعضها مؤقت، وبعضها اتصاله بها يجعل التأثير يبدأ، وبعضها لا يجعل التأثير يبدأ بل يشغل المكان دون تأثير Agonis, Antagonist, Partial Agonist، وهذا ما يجعل أدوية مثل النالوكسون Naloxone مُفيد في علاج إدمان الهيروين والأفيونات، فهو يتصل بالمستقبلات نفسها ويمنع اتصال الهيروين، لكن اتصال النالاتاكسون لا يجعل الخلية ترسل إشارات، وهُنَاك الزغيبات التي تجعل مساحة سطح الخلية يزداد إلى 30 ضعفٍ، فيصبح سطح الخلية ملعباً واسعاً مستعداً لآلاف الإشارات الداخلة والخارجة في كل لحظة، ولو شبهنا الخلية بالمصنع، لكانت النواة هي مكتب التنسيقات، والأغشية هي الطاولات والمكاتب التي توضع عليها الأعمال المُختلفة.
لا تقتصر الأغشية على خارج الخلية، بل يوجد بداخل الخلية أغشية لكل عُضَيَّة (تصغير عضو)، إذ تسمح بترتيب المواد والمكونات حتى لا يصبح تداخل وتصادم في العمليات، وفي الحقيقة حجم الأغشية داخل الخلية يساوي حجم الغشاء المحيط بها مضروب بمائة، بل ونجد أنّ للميتوكوندريا والبلاستيدات الخضراء غشاءً مزدوجاً بالإضافة إلى وجود أجزاء من الدنا فيهم.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.