تُوجد الريبوسومات على جدار الشبكة الإندوبلازمية التي تنتج ما تتكون منه الحياة بالكامل، فهي تنتج البروتينات من الأحماض الأمينية، بعض الخلايا تنتج يومياً ما يزيد عن عشرة مليون ريبوسوم، بمعدل سبعة آلاف ريبوسوم كل دقيقة، وكل منها له نحو ٨٠ بروتيناً؛ الأمر الذي يتطلب إنتاج نصف مليون بروتين كل دقيقة في السيتوبلازم [10]، تُستجلب هذه البروتينات إلى النواة بمعدل ١٠٠ بروتين لكل مسام في الدقيقة، أعلم أنّ الأرقام ضخمة، وهذا للخلية الواحدة من مليارات الخلايا في جسمك الآن، ولا نريد أن نجري عملية حسابية مرعبة مرة أخرى، فالأرقام الكبيرة تذكرنا بالنقود التي لا نملكها.
إنّ عملية تصنيع البروتينات عملية مُعقَّدة، فيتوجب على الأحماض الأمينية أن تأتي للريبوسومات، وبعد أن يتم ربط كل حمضين برابطة ببتيدية يجب أن تبقيهم مخزنين ومثبتين للربط بحمض ثالث وهكذا لحين الحصول على السلسلة الصحيحة الطويلة للبروتين، علاوةً على تعقيد تنظيم عمليات الإدخال والإخراج لهذه المواد في الريبوسومات، أصعب من إدخال المواد عبر غشاء الخلية، وهذه الريبوسومات بحاجة إلى دليل إجرائي، وهذا الدليل الإجرائي من العمليات التي تحدث داخل الخلية وتشعرك كما لو أنّ لها عقلاً يفكر، لنتخيل أننا نمتلك مصنعاً يقوم بإنتاج دمى أطفال يومياً، وهُنَاك عامل على خط الإنتاج مهمته أن يأخذ أصابع الدمية من زميله ويركبهم في يد الدمية، ومن ثم تسليم اليد لشخص آخر ليكمل سلسلة الإنتاج، ستكون الآلية كالتالي:
- سيذهب العامل إلى الدليل الذي كتبه مهندس العملية.
- سيقوم بفتح الصفحة التي تُعني بعملية تجميع الأصابع.
- ثم يكتب الخطوات بدقة (ينشئ نسخة) إذ هو ينفذ المكتوب ولا يحفظ الخطوات.
- سيعود إلى خط الإنتاج ويتأكد من أن كل شيء في مكانه.
- سيقوم بقراءة التعليمات سطراً سطراً، وينفذ كل سطر وينتقل إلى السطر الذي يليه.
- سيتأكد أنّ العملية تمت بنجاح، إذ يعيد القراءة ويتأكد من كل خطوة (عملية فحص أخيرة).
- سيسلم اليد التي بها الأصابع لمن بعده في خط الإنتاج.
- يكرر العملية.
هذه الخطوات في المثال السابق تحدث في كل مرة يتم تصنيع فيها بروتين في الريبوسومات، الجدير بالذكر أنّ النوية (نواة بداخل النواة) تقوم ببناء الريبوسومات (بالإضافة إلى صناعة الرنا)، وذلك باستخدام جينات مخصصة لهذا الغرض باستخدام الرنا ريبوسوم الذي سيتم ذكره لاحقاً، والجدير بالذكر أيضاً أنّ النُّوية تنتج ما يصل إلى 10 مليون ريبوسوم في اليوم الوحد في حالة حدوث انقسام للخلية، مرة أخرى 10 مليون وحدة مصنعية للبروتينات دون خطأ، مرة ثالثة 10 مليون وحدة مصنعة للبروتينات في اليوم للخلية الواحدة، عند حدوث انقسام للخلية، 10 مليون وحدة مصنعية وكل واحدة فيها مكونة من آلاف البروتينات.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.