تكمن المُشكِلة في التناظر الوظيفي في أنه من المُستحيل أن يكون قد حدث بالصدفة في كائنات مُختلفة وفي فترات وأوضاع وظروف مُختلفة، يستحيل أنها وجدت نفس الحل لنفس المُشكِلة، علاوةً على حدوث الطفرات والعمليات على مدار ملايين السنين وبملايين الطفرات والخطوات، نجد أنّ الكائنات تطفرت وتطورت بالهيئة نفسها فقد نما لها جناحان، الطيور والحشرات والخفافيش والأسماك الطائرة، كلها تطورت بالآلية نفسها رغم الصدفة، رغم الظروف المُختلفة، أمرٌ مُحيرٌ بالفعل ولا يتقبله العقل، إلا إذا كان هُنَاك -واتساب- لتتواصل الخلايا فيما بينها! الأمر نفسه حدث في الذئب الأسترالي والذئب الأمريكي فكلاهما نشأ في منطقة ما، لكنهما تطورا بالشكل نفسه وتشابهت أعضاءهما، بل حتى الأعضاء التناسلية تشابهت تطورياً.
حسناً، لنعود إلى الموضوع الأساسي، أحد الأسئلة التي تطرح دائماً ولا يُجاب عنها هو: كيف تطورت أجنحة الحشرات؟ هل في السجل الأحفوري ما يوضح هذا الأمر؟ على الأقل يجب أن نرى نماذج مُختلفة (مفترض لا نهائية) في تطور أجنحة الذبابة أو اليعسوب أو الدبور وغيرها من الحشرات، ويشاع بين العُلماء المُؤمِنون بالتطور أنّ سبب تعقيد بنية الحشرات هو ظهورها قبل 480 مليون سنة في العصر الأوردوفيشي، وهو الوقت نفسه الذي ظهرت فيه النباتات! وكان أول طيران ناجح في العصر الديفوني قبل 400 مليون عام، فهُنَاك نوع من القشريات تطور واستطاع الطيران، وهذا أمر وُجد بالصدفة في السجل الأحفوري لحشرات محفوظة بدقة! وأي محاولة تُثبِت أنّ الحشرات قد تطورت منذ زمن قريب سيفشل، لأنه لا يلبث أن تظهر اكتشافات أنّ الحشرات وأجنحتها أقدم مما يتخيله العُلماء، هي موجودة مع النباتات! وبشكلها الحالي تماماً، إنها وجدت هكذا!
بل وعلى العكس تماماً على مدار 480 مليون سنة وجدنا حشرات فقدت أجنحتها، من المُفترض أن يحدث هذا في مسار من المسارات، ففقد المعلومات الوراثية مُشكِلة كما سنتكلم لاحقاً، ودعونا لا نذكر هنا نظرية تطور نصف الجناح، فهي تجعلني أتخيل نصف المطلوب مني في لقائي مع مونيكا بيلوتشي، ماذا سأفعل به؟ بل وأشارت دراسة حديثة إلى أنّ الكائنات قد تفقد أجنحتها أو القدرة على الطيران عبر الزمن إذا لم تستخدمها كثيراً وليس العكس، إنّ ضياع الجينات وفقدها يُشكل مُشكِلة حقيقية.
اترك تعليقاً