يُعد خلد الماء أو البلاتبوس أو منقار البطة أحد أغرب الكائنات الحية، إذ يمتلك البلاتبوس مجموعة من الخصائص المُختلفة من عدة أنواع مثل الطيور والزواحف والثدييات، فيشبه البلاتبوس في بعض وظائفه الطيور إذ يضع البيض، ولأنه من الثدييات فإنه يقوم بإرضاع صغاره، ويحظى بمنقار شبيه بمنقار البط لكنه يشبه الثدييات في امتلاكه فرواً أنيقاً يشبه فراء الثعالب، ويمتلك ذيلاً على شكل مجداف كالسنجاب، يتحرك مثل الزواحف لكنه ليس من الزواحف، ويختلف منقاره عن البط بأنه لحمي يستطيع الإحساس به، إذ يستطيع من خلاله البحث عن طعامه تحت الماء بواسطة نبضات كهربائية يطلقها من منقاره فيعرف بها مكان فريسته كما يفعل سونار الخفاش والحوت.
كذلك يتميز حيوان البلاتبوس بوجود غشاء بين أصابع قدميه مثل البط، فيقوم باستخدام قدميه الأماميتين كمجداف للحركة تحت الماء، في حين تحتوي القدمين الخلفيتين على مخالب حادة يستخدمها لزيادة سرعته أثناء السباحة أو الحفر، كما تحتوي هذه المخالب أيضاً سماً قاتلاً يستخدمه البلاتبوس لقتل أعدائه! وهو يُعد من الثدييات السامة القليلة، حقاً إنه حيوان عجيب وغريب.
صورة 14 البلاتبوس.
رسم توضيحي 53 تتميز بعض الكائنات الحية بقدرتها على عكس الأضواء تحت أنواع الأشعة المُختلفة، في الصورة على اليسار البلاتبوس، على اليسار في الأعلى العقرب، وفي الأسفل البندقوط، ويعتقد العُلماء أنها طريقة للتواصل بين الكائنات.
عند أول ظهور لحيوان البلاتبوس في بريطانيا، ظن العُلماء أنّ منقاره مُجرَّد خدعة، وأنّ شخصاً ما قد قام بتركبيه، لذا حاول أحد العُلماء إزالته بمقص قبل أن يتأكد أنه حقيقي بالفعل، ويدرج العُلماء البلاتبوس ضمن الثدييات، ولم يقم أحد بتصنيفه على أنه شكل انتقالي بين الثدييات والطيور رغم محاولات في بعض الأحيان، ويشبه البلاتبوس معظم الروابط المفقودة المفترضة بين الحيوانات، ومع هذا يتم إدراجه في إحدى المجموعات التصنيفية الحية ولا يدرج ضمن مجموعة تصنيفية مختلطة، ولكم أن تتخيلوا لو وجدنا هذا الكائن ضمن الطبقات ككائن منقرض سابق!
يحظى منقار البطة بالقدرة على عكس الأضواء المميزة تحت الأشعة فوق البنفسجية، كالتي يتمتع بها بعض الحيوانات الأخرى كالعقارب والسناجب والبندقوطيات، وهذا أمر لا يستطيع العلم تفسير حدوثه، ويميل العُلماء إلى اعتبار هذه الميزة خاصة بالتواصل والتزاوج بين أفراد النوع الواحد.
اترك تعليقاً