ضفدع الخشب

تتصدى الكائنات الحية في المناطق الباردة لانخفاض درجات الحرارة عبر طرق متنوعة كالهجرة واكتناز الدهون والجلد السميك أو حتى عبر الفرو الكثيف أو البيات الشتوي وغيرها من الآليات المعروفة، لكن الاستراتيجية التي يقوم بها ضفدع الخشب مُذهلة بحق، إنه يتكيف مع حرارة التجمد ويستسلم له!

ما يحدث مع ضفدع الخشب wood frog, Lithobates (Rana) sylvaticus أمرٌ يتحدى قوانين الأحياء في تعريف الحد الفاصل بين الموت والحياة، فهو يُجمِّد أغلب ماء جسده ويتحول إلى قطعة من الجليد، يستمر في هذه الحالة عدة أسابيع دون أي إشارة فعلية تدل على الحياة، فقلبه يتوقف تماماً عن النبض، وتتجمد الدورة الدموية، لا تنفس ولا أي نشاط دماغي، فقط مجموعة من الخلايا تعمل دون وجود أعراض كائن حي.

العديد من الآليات يقوم بها لتجاوز هذه الحالة الخطرة، ولحماية خلاياه من التلف أثناء تشكل بلورات الثلج ذات الأطراف الحادة، ينتج بروتينات هيكلة الجليد أو ice-nucleating proteins في محيط الخلايا لتسمح بتحويل السوائل إلى بلورات ثلجية بعيداً عن الأغشية حتى لا يصيبها أي ضرر، وفي الأثناء نفسها يطلق هذا الضفدع المبردات Cryoprotectants وهي مواد تعمل على خفض درجة حرارة تجميد الخلايا، والمبردات هي مواد كيميائية ذات تركيز مرتفع مثل الجلوكوز واليوريا [144].


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *