تنتشر الطيور في جميع أنحاء العالم، وتقطن الطبيعة في أعشاش ومساكن تختلف في أحجامها وأنواعها، فقد تم تصنيف نحو عشرة ألاف نوع تقريباً، ويمتلك كل نوع من هذه الطيور عُشاً خاصاً به ليضع به بيضه ويحميه من خطر الأعداء.
يجيد مهندسو الطبيعة الصغار تشكيل سلال منسوجة بإتقان من النباتات والخشب وخيوط العنكبوت والطين، إذ تستخدم هذه الطيور مناقيرها وأرجلها في جلب وخياطة تلك الهياكل المُذهلة، كما وتستخدم بطونها لتصميم التجويف المناسب لوضع البيض بأمان، وتستغرق عملية البناء والتصميم البديعة تلك من أسبوع إلى أسبوعين، هل تصدق؟ هذا الكائن الصغير يُصمم منزله بكل تلك المهارة دون الحاجة إلى معلم أو استشارة والديه، وأنّ ذلك الإتقان وتلك المهارة المدموغة في طبيعتها موجودة في المعرفة القبلية لديها، في عقلها تولد متعلمة كيف تبنيه، ولو تم فصلها عن أهلها ولم تراهم، فإن هذه الطيور ستبني الأعشاش نفسها!
شكل 54 أعشاش الطيور الهندسية.
على سبيل المثال، تستخدم طيور التعريشة Bowerbird أسلوب التودد لجذب الإناث في موسم التزاوج، إذ يقوم ذكر طائر التعريشة ببناء عش على شكل تعريشة جميلة ومُنمقة، ويُزين مدخل عشه بالعديد من الصخور الملونة والفواكه الجميلة والأعشاب الزاهية ليجذب الإناث إليه، في مشهد درامي وتخطيط رومانسي يفوق رومانسية دون خوان دي ماركو.
شكل 55 أحد نماذج عش طائر التعريشة.
أو كما يفعل طائر الكافور القزمي في بناء عشه المميز عبر حفره في الأرض بمساحة قد تصل إلى 34 متر مربع، أو كما تفعل طيور اليقنة أفريقية حينما تضع بيوضها في مركب متحرك في المسطحات المائية، أو كما في الحائك الاجتماعي Sociable Weaver التي تنسج أكبر عش في عالم الطيور كله، فقد يحتوي العش على 100 غرفة منفصلة ومجهزة بعصى ضد هجوم المفترسات كالثعابين، كذلك نرى العجب في طائر الفران الذي يصنع عشه من الطين كما لو أنه يبني فرناً طينياً حرارياً، أو كطائر الرميزية الذي يبني مدخلين لعشه، أحدهما مزيف في الأعلى والآخر حقيقي في الأسفل،
رابط 18 The Indonesian Mimic Octopus |
اترك تعليقاً