إنّ ما تم ذكره في هذا الفصل حول الخلية ومكوناتها وآلية عملها هو جزءٌ صغير من تعقيد عمليات الحياة، وأنا أنصح بقراءة كتب علم الأحياء والكيمياء الحيوية لرؤية كم أنّ الحياة مُعقَّدة فوق تخيلات العقل البشري، وأنها ليست مُجرَّد مزحة عابرة، وهي مدهشة التركيب والتصميم وتجعلك حائراً لما يحدث في نبات واحد، فما بالك بكائنات كاملة مُعقَّدة!
حاولت توضيح الفكرة حول جهل العُلماء بمصدر الخلية الأولى، وتوضيح جزء من تعقيد الخلية وتكوين البروتين والدنا والرنا، وأنّ الدنا لا يمثل شخصية الإنسان، وأنَّ هُنَاك الكثير من الأمور التي لم يكتشفها العلم حول كيفية بناء جسم الإنسان من الدنا، وتوضيح التطور وأفكاره السائدة والعقبات التي تمنع العقل أن يتقبله، فالعقول لا تؤمن بالاحتمالات المُستحيلة، ثم استرقنا النظر إلى بعض الكائنات المغمورة في سبيل تبسيط وإيصال الفكرة.
أتصور أنه بعد مرور بضعة عقود من الزمن سيكون هذا الفصل بلا معنى، لأن العلم سيكون قد حسم أمر التطور وستصبح نظرياته من الماضي، أو أنها ستصبح حقائق علمية، وأنّ ما كتبته هو جهد وُلد ليعيش بين جدران السنوات القادمة، وما خلف هذه الجدران هو الموت الحتمي، سيقول العُلماء عن هذين القرنين قرني الجنون، فكيف لهذه البرتقالة الجميلة اللذيذة ذات الألوان الدافئة والرائحة الأخّاذة أن يصدق بعض البشر أنها جاءت نتاج صدفة ما وأنها كانت بالصدفة مهيأة ليأكلها ويستفيد من موادها الكيميائية بدقة متناهية.
إِنَّ في صَدري يا بَحرُ لَأَسراراً عِجابا ….. نَزَلَ السِترُ عَلَيها وَأَنا كُنتُ الحِجابا
وَلِذا اِزدادَ بُعداً كُلَّما اِزدَدتُ اِقتِرابا ….. وَأُراني كُلَّما أَوشَكتُ أَدري
لَستُ أَدري
إِنَّني يا بَحرُ بَحرٌ شاطِئاهُ شاطِئاكا ….. الغَدُ المَجهول وَالأَمسُ اللَذانِ اِكتَنَفاكا
وَكِلانا قَطرَةٌ يا بَحرُ في هَذا وَذاكَ ….. لا تَسَلني ما غَدٌ ما أَمسُ إِنّي
لَستُ أَدري
اترك تعليقاً