دائماً ما نجد من يخرج بأفكار تخالف من حوله، ولربما تخالف كل معتقدات الناس مُختلفة عن المتعارف عليه، مثلاً شخص مُسلم أنكر وجود شخص في زماننا يشفي المرضى بلمسة منه، أو أنكر وجود شخص يعلم الغيب، أو رفض فكرة مجتمعية مثل التقرب إلى الله بالقبور، أو الدعاء بأسماء آل البيت (عائلة رسول الله)، وهذا الشخص من غير المرجح أن يكون قد غير تفكيره في يوم وليلة، بل إنّ التغيير دائماً ما يكون نتيجة أفكار وشكوك وتقليبات وترجيحات تراكمية، أدت إلى تبلور الفكرة الجديدة، للأسف يصبح هذا الشخص منبوذاً في المجتمع، ولربما قد يُكفروه الناس، ولكن هل هذا هو التصرف الصحيح في الدين؟ إذ
صورة 41 صورة كوكب بلوتو.
أن الأفكار لا تستأذن، تزرع نفسها ثم تنمو فتثمر.
إن الاعتدال تجاه اجتهادات المخالفين وأفكارهم أمر مهم في الدين، ما داموا يقدمون بين يديها الحُجَّةَ والدليل، وكل المذاهب الإسلامية يمكنك أن تأخذ منها وترد عليها، ولا يستطيع مذهب ما أن يزعم أنه يمتلك كل الحقيقة، لأنها موزعة بين الجميع، والتعصُب شكل من أشكال الجهل، لأن العقول متفاوتة، وما اطمأَنَّ إليه عقلُك قد يرفضه عقلُ غيرك، وقد زفَّ اللهُ البشرى لصنفٍ من عباده وصفهم بقوله )يستمعون القول فيتبعون أحسنه(، وأثنى عليهم بقوله: )أولئك الذين هداهمُ اللهُ وأولئك هُمْ أولو الألبابِ(، والمتعصب لا يعرف الحسن من الأحسن لأنه لا يرى إلا نفسه، وقد قيل: أقرأ للجميع، وآخذ أحسن ما لديهم، لقد أعجبتني أدلة ابن رشد على وجود الله أكثر من أدلة الغزالي مع أني أكثر ميلاً للأخير، وانتفعتُ بفقه ابن حزم ورأيته في كثير من المسائل يتقدم على المذاهب الأربعة، وكُتُبُ ابن عربي تُجاور كُتُبَ ابن تيمية في مكتبتي، وفي كلٍ خير، ومن كلٍ أفدنا علماً وحكمة [180].
أما الأدلة الدينية فهي كثيرة وآيات القرآن توضح حُريّة المعتقد وحُريّة التفكير، وحتى في الخروج خارج الدين، ونذكر بعضها مرة أخرى ولا الحصر، )فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ(، )ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مُؤمِنين(، )لا إكراه في الدين(، )لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ(، بل على العكس تماماً، كل آيات القرآن تدعو للتفكير والتأمل وتقليب الأمور والتدقيق فيها، وعدم قٌبولها مثلما هي، وخصوصاً آيات الله في هذا الكون، لا الحصر أيضاً )وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أن يَذَّكَّرَ أو أَرَادَ شُكُوراً”، “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ”، “لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”، “أَفَلَا يَنْظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ”، “أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”، “أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ”، “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(.
لا توجد آية في القرآن تدعو الإنسان لعدم التفكّر والتدبّر في خلق الله، في هذا الكون، وفي الإنسان وفي كل شيء حولنا، وفي تقليب الأمور وعدم التسليم لأي شيء بالمطلق، قد يقول القائل حسناً ثمة أمور لا يجب التفكير فيها مثل الغيبيات وذات الله، صحيح، لكن الله لم يمنعها لمنع التفكير، بل لأن الله يعلم أنّ العقل قاصر، ولن يستطيع إدراك هذه الأمور، وجميعنا نتفق على عدم التفكير في الغيبيات فهي لا تقدم ولا تؤخر كثيراً، كيف شكّل العرش وكيف استوى الله على العرش، إنها ليست مهمة في حياة المُسلم، ولو أراد الله لأخبر عنها.
هل يجب علينا توبيخ وتهديد من يغيّر تفكيره؟ هل طلب الله منا أن نجعل الناس يعبدونه عن خوف؟ إنّ الله لا يطلب منا إجبار الناس على عبادته، أو جعل الناس يعبدونه خوفاً من عقاب الناس، شخص لم تصله حقيقة الدين، ما الفائدة من جعله يدّعي أنه مُسلم وهو ليس كذلك، قال الله تعالى )وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً(.
وفي حوار مع شخص خرج من الإسلام، قال لقد رضعنا كلام التعصب والتكفير وغيره رضاعة من القرآن والسنة الذين يزخران بذلك، ومثال ذلك: )ومن يتخذ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه(، )لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إن اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ(، )لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة(، )مَثَل الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالهمْ كَرَمَادٍ اِشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيح(.
وبرر بأنّ الفكرة موجودة في القرآن وفي السنة وفي أقوال الفقهاء ومع تطور الوعي وزيادة الثقافة والتوسع في مخالطة الحضارات وملاحظة أنّ من لا يؤمنون بالله يقبلون من يؤمنون به بينما العكس لا يحدث، فمنطقياً كيف يكون من لا يؤمن بالله أكثر إنسانيةً من المُسلم؟ ويستطرد قائلاً هنا نجد أنّ المُسلمين قاموا بتحميل وزر ما سبق على إحدى تلك الشماعات: الرواية (فكل ما لا يعجبهم هو ضعيف)، أو أنّ اجتهادات الفقهاء ليست صحيحة بالضرورة، أو أنّ تفسيرات القرآن خاطئة.
والجواب أن جميع الديانات تقول أنها الحق، لا أعلم من أين افترضت أنّ الدين الإسلامي وحده من يرى أنه على صواب، فالمسيحية ترى أنها على صواب وكل من حولها كافر، اليهودية كذلك، السيخ يفعلون، بل حتى الملحدين يرون أنهم الصواب والباقي هم الخطأ، بل يتهكمون على المتدينين ويهاجمونهم ليل نهار، وهذا لا يعيب الأديان، كما لا يعيب أي شيء في عالمنا، تقول لك مايكروسوفت إنّ الويندوز أفضل نظام تشغيل، وكذلك تفعل أبل، وكذلك يفعل صاحب المطعم، مع العلم أنّ الدين الإسلامي يخبرك أنه على صواب ويمكنك أن تمحصه، ولا يجب أن تدخله إلا بعد أن تبحث فيه، ويخبرك بضرورة أن تحب غير المُسلمين، انظر إلى آيات تقبل الآخرين في القرآن كما سأستعرضها بعد قليل، من الطبيعي أن يقول الإسلام أن ّغيره من ديانات غير صحيحة، هل لو قال الله، لقد أخطأ دينياً وعقائدياً الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة ستعجبك الصياغة؟ بدلاً من )لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة( هذا موضع دين والدين لديه مفرداته، وإذا كنت تعاني من مُشكِلة في مصطلح مثل ثنائية الإلكترون في قراءتك لكتاب فيزياء فيجدر بك أن تستزيد أكثر قبل أن تتوغل في العلم، يقول الله أنّ الكافرين أعمالهم كرماد، ويقول الله إنّ الإسلام هو آخر الأديان، وأي دين آخر لن يقبله، فهل لو قال الله سنقبل ثلاثة أديان أخرى ستكون الصياغة منطقية وجميلة في نظرك؟ هذه هي تعاليم الدين، ولكنها لا تقول لك اكره غيرك، انظر ماذا يقول الله في قتال غير المُسلمين: )لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ أن اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(.
إنّ القرآن لا يناديهم إلا بـ يا أهل الكتاب، فبينهم وبين المُسلمين علاقة وطيدة تتمثل في أصول الدين الذي بعث الله به أنبياءه جميعاً: )شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ(، ويربط الله المُسلمين بكل الديانات ربطاً قلبياً لا فكاك منه عبر رسل الله جميعاً، ولا يتحقق إيمانهم إلا بهذا: )قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسلمونَ(.
أما كيفية الحوار مع أهل الكتاب فهي )وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسلمونَ(، وقد أباح الدين أكل طعام الأمم والزواج منهم والشراء منهم ويثيبك على معاملتهم معاملة حسنة ما داموا غير محاربين.
ولكن، ماذا عن بقية الأمم غير أهل الكتاب؟ يقول الله تعالى: )لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إلى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(، بل يخبرنا الله أنّ من عمل صالحاً سيدخل الجنة مهما كان دينه وذلك في قوله: )إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(؛ ونفهمها بدلالتها المباشرة، وهي أنّ كل من آمن بالله وعمل صالحاً، بالمعنى الواسع لعمل الصالحات، سواءً قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو في زماننا هذا فهو من الناجين إن لم يشرك بالله ولم يصله الدين.
وماذا عن أعداء المُسلمين؟ لقد أمر المولى المُسلمين أن ينصفوا أعداءهم من أنفسهم وأن يقولوا الحق وألا تحملهم العداوة على ظلم الكافرين، قال تعالى: )يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(، )ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم(، و)ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(، و)وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(، وانظر إلى فرض التواضع على المُسلمين وعدم اعتقادهم أنهم الصواب )وَإِنَّا أو إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أو فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(، ولعلي لو أكملت ذكر الآيات لذكرت أغلب القرآن هنا، والذي ينص بوضوح كما رأينا على حُريّة المعتقد بالكامل، وهل هُنَاك نص يخبرك أنك حر في معتقدك لكنني سأكرهك! من غير المنطق، بل ما دمتَ أنت حر في معتقدك، فهذا يعني أنني سأتقبلك كما أنت.
ولكن، ماذا عن الأحاديث النبوية؟ ماذا تضيف لنا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَلا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَداً أو انْتَقَصَهُ أو كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أو أَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“، وفي حديث آخر: “من قتل معاهداً بغير حق لم يرح رائحة الجنة وإنه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاماً“.
أما مشكلتك أنك تقرأ في الأحاديث الموضوعة أو أنك قرأتها ومجّدتها فهي نفس فكرة من قرأ كتاباً خاطئاً عن الفيزياء وقدّسه ثم اكتشف لاحقاً أنّ الكتاب ليس حقيقياً، لا يجب عليه أن يلوم الفيزياء، ثم ما المانع أن يدافع المُسلمون عن التفسيرات الخاطئة؟ ويقولون لك: هذا هو كتاب الله، وهذه هي سنة نبيه، ما ذنبنا إذا قال أحد المُسلمين إنّ الله يحب الدماء، هل يجب أن نحمل وزره، وماذا عن أقوال آلاف العُلماء وهم الأغلبية فيما يتماشى مع كلام القرآن، ألا معنى له!
والحق يقال إنّ الذي لا يؤمن بالله له طريقاً ومفهوماً وأفكاراً معينة، فلا جنة ولا نار ولا إله ولا عقاب ولا حساب، فلا تجبروا المُؤمِنين على الترحم على من مات ولا يؤمن بكل هذه الأمور، هو لا يؤمن بها، فكيف نكيل التهم للمُؤمِن الذي لا يترحم عليه، هذا عالم وذلك عالم آخر منفصل، يتعايش المُؤمِن والمادي في عالم واحد تحكمه القوانين، لكن الجنة والنار والرحمة أمور خاصة بالمُؤمِنين، هم أحرار في قوانينها، لديهم جنتهم بمرسوم معين، ولديهم قوانين لدخولها ولديهم أحكام وآليات معينة، هي من نسج خيالهم، سمّها كما شئت إلا أنها أمر خاص بهم، الجنة تتبع لنادي المُؤمِنين وهم أحرار بناديهم، كما أنّ الماديين أحرار بأفكارهم التي ينسجونها، فلا تلُم مُؤمِناً لم يترحم على مادي، ولكن لُمه في حالة تمنى الهلاك له، فليحترم المُؤمِن تعاليم دينه، وليحترم إرادة المادي، وكأنني أسمع المادي يقول: احترم رأيي وقراري، وأنا لا أريدك أن تصلي لي أو تدعو لي، خليك بحالك.
أنتم تريدون من المُسلمين أن يترحموا عليكم، ولا أعلم هل أنت مُسلم أم ماذا، المسلمون يترحمون على بعضهم البعض لدخول جنتهم الخاصة، الترحم لاعتبار ديني وليس لأمر شخصي، الملحد يقول احترم رأيي ولا تترحم علي في تعاليمك، والمُسلم يحاول ذلك تحت أي ذريعة، أما أنت فتلوم المُسلم لأنه لا يترحم على غيره وتريد للملحد أن يدخل الجنة، والملحد لا يعترف بجنة ودين المسلم أساساً، إنها مفارقة لا حل لها!
خيرٌ من ألفِ كلمةٍ نافلةٍ كلمةٌ واحدةٌ تُطَمئِنُ النفسَ. إن ضحّى امرؤٌ، وقدَّمَ النذورَ ألفَ مرّةٍ واستمعَ، دقيقةً واحدةً، بخشوعٍ إلى أحدِ العارفينَ فإنّ هذا الخشوعَ خيرٌ من مائةِ عامٍ من الأضاحي، إن كان على امرئٍ أن ينتصرَ في معركةٍ ألفَ مرةٍ، على ألفِ شخصٍ، فإنّ من انتصرَ عَلى نفسِهِ هو المنتصرُ الأكبرُ |
سورة الآلاف من كتاب البوذية المقدس: الدامابادا [181] البوذية فلسفة انتحلت الصبغة الدينية، وهي عبارة عن نظام أخلاقي وتعاليم للتعايش، قام بتأسيسها سدهارتا الملقب ببوذا رغبةً بالاتجاه إلى الزهد والتقشف والتسامح والبذل والعطاء، ويؤمن أتباع هذه الديانة أنّ بوذا هو ابن الله كما المسيحية، أيضاً يؤمن بأنّ الله حلّ في الابن عن طريق العذراء مايا، والابن يتحمل خطايا البشرية، ويؤمنون أيضاً بصعوده إلى السماء وعودته لاحقاً، كما الإسلام والمسيحية، وكتبهم المقدسة ليست وحياً، بل نصوصاً من حكمة بوذا. |
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.