إنّ الدين نفسه يقول أنه لا يكفي لكي يعيش المجتمع بسلام وأمان، الدين الإسلامي يؤكد هذا، لأنّ الدين شأنه شأن أي ثورة اجتماعية تحاول أن تغير حياة الناس للأفضل، وهناك قاعدة فيه مشهورة “إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” قالها عثمان بن عفان (صحابي) ومعناها أنّ بعض الناس يخافون من الحاكم أكثر من خوفهم من الله، أي أنّ بعض البشر سيفعلون الصواب لأنهم يخافون من القانون أكثر من محبتهم لاتباع الصواب والأخلاق، ونستطيع أن نرى أثر هذا القانون في كثير من دول أوروبا، هُنَاك مستوى معين من قلة الجرائم وسير المجتمع بسبب اتباع القانون والحث عليه وتنشئة الأطفال على ذلك، ولو اجتمع الدين والقانون فلن يكفيا كذلك، إلا إذا غيرنا البشرية بشيء جديد غير الذي أعرفها، لأن الإنسان سيبقى يخطئ وهي إحدى مزاياه، الخطأ ما يجعله إنساناً وليس روبوتاً.
نجد في بعض المدن مثلاً الأطفال والكبار يصطفون في طابور دون أن يفكر أيٌّ منهم في أخذ دور غيره، ولو قال لأحدهم هُنَاك إمكانية للتلاعب وأخذ دور قريب، فستراه ينظر إليك نظرة غريبة، وكأن ما تطلبه أمر اً ينافي الفطرة، وفي بلادنا لو أشار إليك أحدهم بهذا الخيار، لكنت من أشد السعداء بوجود هذه الثغرة، ولاعتبرتها أمراً متماشياً مع الفطرة.
تكمن الفكرة في أنه تمت برمجة عقولهم على نمط معين، وتم برمجة عقولنا وفق نمط معين، داعش تبرمج العقول على نمط معين، وبوكو حرام كذلك، والسلفية والإخوان وأي أيديولوجيا أخرى سواء كانت دينية أم لا، والمُشكِلة كما هي واضحة، من الناس من أسلم ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم، وقد اعتادوا على عادات مجتمعة واتبعوها.
على الرغم من ذلك تبقى الجريمة في المجتمعات الإسلامية أقل من غيرها حسب دراسات متنوعة، وتبقى العديد من الظواهر المقيتة غير موجودة لديهم، فظاهرة كظاهرة الكلاب البشرية human pups غير موجودة في أي بلد إسلامي، فقد انتشرت في أوروبا في الفترة الأخيرة إذ يلبس الإنسان لباس الكلب، ويبحث عن راعٍ لكي يهتم به، يسير ككلب، ويأكل ككلب ويعيش ككلب، في بريطانيا وحدها ما يزيد عن 10 آلاف كلب بشري، ولديهم حفلاتهم ومسابقاتهم وفعالياتهم.
ستصاب بالغثيان حينما تشاهدهم، وخصوصاً بعد أن ترى نمط حياتهم وأقفاصهم وذيولهم ومروضوهم وغيرها من الصور القميئة، ثم يأتي شخص ويقول، ما حاجتنا إلى الدين، أو يقول الدين سبب انتكاس البشرية، لولا الدين لكانت البشرية في رقي أكثرّ ولا أرى أي رقي أكثر من هذا، والكلاب البشرية ظاهرة مسموحة ولا ضرر على المجتمع منها، لكن تعفف المرأة ظاهرة يجب محاربتها، لأنها تضر بالنسيج الاجتماعي، وهذا غيض من فيض.
الدين يكفل لك الحُريّة، لكن بشرط ألا تنحدر إلى ما هو دون إنسانيتك، بعكس عدم وجود الدين، الذي يعطيك الحُريّة حتى في الانحدار إلى ما دون الحيوانات، الدين يرفض هذا ويمنعك بكل السبل، أنت لك قيمة وهدف، ولن نسمح لك بالهبوط دونهما.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.