استيقظ بينوكيو على هذا العالم ليجدَ نفسَه مُقيداً في جسدٍ خشبيٍّ مليءٍ بالعيوب، لم يُعجَب بينوكيو بهذا الجسد وظلَّ يراوده شعورٌ غريب؛ بأنه سيحظى يوماً ما بجسدٍ حقيقيّ من لحمٍ ودم كما يأمل كلُّ كائنٍ خشبيٍ ناقص، لا يعلم كيف ذلك ولا متى، ولا يعلم ما هو اللحم والدم بالضبط، ولِمَ هو سعيد وينتظر هذه اللحظة، كل ما يعلمه أنه ينتظرها بحياته.
سار بينوكيو باحثاً عن إجاباتٍ لتساؤلاته الكثيرة، إذ تساءل عن علة وجوده، ولماذا لا يصل إلى والده الذي صنعه؟ لماذا لا يملك عقله هذه الإجابات؟ وما السبب الحقيقي الذي جعل والده يصنعه! هل والده يحبه؟ وهل سيحبه أكثر؟ وكيف يجعله يحبه أكثر؟ هل سيعاقبه والده إذا أخطأ؟ وغيرها من الأسئلة.
كان بينوكيو كلما تفكر، تصعبت الأمور أكثر، وغرِقَ في دوامةٍ أوسع من الأسئلة التي هو بحاجة إلى إجاباتها، لماذا وماذا وكيف ومتى.
كان بينوكيو في هذا العالم وحيداً، لا يوجد من يجيبه ويؤنس وحشته، ولكنه استمر بتساؤلاته؛ فهل امتلك خياراً آخر!
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.