يرى العُلماء الآن أنّ الكون قد بدأ من نقطة مُتناهية الصغر، مُترامية الكتلة، أطلقوا عليها تسمية المتفردة Singularity، وهذه النقطة الصغيرة جداً، والتي حجمها صفر، وكتلتها لا نهائية، قد انفجرت وأنتجت الكون الذي أمامنا، وإذا كنت شخصاً متديناً ستقول لي هذه هي نقطة العدم التي يتكلم عنها الدين؛ لأنها نقطة حجمها لا شيء وكتلتها كل شيء، وهي الفكرة الدينية نفسها التي سمعنا عنها أنّ الله خلق الكون من لا شيء، حسناً، دعني أخبرك أنك مخطئ! وفي الفصول التالية ستعرف السبب.

إنّ اللاشيء هو لا شيء، قل لأي إنسان ما هو اللاشيء، فسيخبرك إنّه لا شيء ببساطة، يحاول بعض العلماء تفسير كتلة اللاشيء وحجم اللاشيء بأنها شيء ما، ولكن هذا تفسيرٌ أيديولوجي، استمع إلى السيد ريتشارد دوكينز وهو يحاول تفسير اللاشيء بأنه شيء وستصاب بالذهول، فهو تفكير أهل الدين نفسه في امتلاكه أيديولوجيا واضحة، لأن محاولة إقحام إسقاطات وتفسيرات غير منطقية هي ما يحاربها العلم.

قبل المتفردة لا يوجد شيء، ولا يعلم العُلماء أيَّ شيءٍ قبلها، المتفردة هي البداية، هي بداية الكون، هي اليوم دون الأمس، هي بداية كل البدايات، والانفجار العظيم هو ما نعرف عنه شيئاً، أما قبله لا يملك العُلماء أي معلومة مُفيدة، كلها محاولات دون جدوى، يحاول بعض العُلماء أن يخبرونا بأن الانفجار هذا هو انفجار متكرر حدث سابقاً، وسيحدث في المستقبل، لكن علماء الديناميكا الحرارية أثبتوا أنّ هذا غير صحيح، ولتعلم عزيزي ما هي الديناميكا الحرارية دعني أخبرك بقوانينها الأربعة البَدَيهية في زماننا، ثم نخوض قليلاً فيما توصل إليه العُلماء حول كيفية تشكُّل الكون الحالي بعد الانفجار العظيم.


اترك تعليقاً