كما رأينا فقد انقسم الفلاسفة إلى معسكرين: معسكر العقل ومعسكر الحواس، بين العقلي والتجريبي، بين الانطباعات المسبقة والانطباعات الحادثة، وهل يصل الإنسان إلى المعرفة عبر الاستنتاج والاستدلال؟ أم يصل إلى المعرفة نتيجة التجربة والملاحظة، وسنحاول أن نستعرض آراء كل معسكر لنرى أين العالم من العقل والحواس.
لقد حاول كانط في كتابه نقد العقد الخالص أن يناقش قضايا العقل المُختلفة، ويقصد بالعقل الخالص العقل كما وُلد قبل أي تجربة، وقد أراد كانط وصف الإدراك الحسي، ثم أن يفحص إن كان هُنَاك إدراك يسبق الحس ومستقل عنه، وذلك في محاولة لوصف الفكرة والعقل قبل أن توجد تجربة أو يختلط بها، وقد أطلق لاحقاً عليها تسمية المعرفة القبلية، أي المعرفة التي لا تتطلب البرهان.
أطلق الكاتب الروماني شيشرون تسمية قانون الطبيعة على العقل الخالص إذ قال: “إنّ القانون الصحيح هو العقل الخالص المتفق مع الطبيعة، والذي يدخل في نطاقه العالم بأسره، والسَّرْمَدِيُّ الذي لا يتبدل، وليس من حقنا أن نقاوم ذلك القانون، وليس في مقدورنا أن نلغيه، ولا نستطيع أن نتحرر مما يفرضه علينا من التزامات بالتشريع، أياً كان هذا التشريع ولسنا في حاجة إلى أن ننظر خارج أنفسنا، لنبحث عن شرح له أو توضيح. وهذا القانون لا يختلف في روما عنه في أثينا، ولا في الحاضر عنه في المستقبل، وهو قانون صحيح ثابت عند جميع الأمم، ومن عصاه فقد أنكر نفسه، وأنكر طبيعته” [147].
قيلَ لي في الدَيرِ قَومٌ أَدرَكوا سِرَّ الحَياة ….. غَيرَ أَنّي لَم أَجِد غَيرَ عُقولٍ آسِنات
وَقُلوبٍ بَلِيَت فيها المُنى فَهيَ رُفات….. ما أَنا أَعمى فَهَل غَيرِيَ أَعمى
لَستُ أَدري
قيلَ أَدرى الناسِ بِالأَسرارِ سُكّانُ الصَوامِع ….. قُلتُ إِن صَحَّ الَّذي قالوا فَإِنَّ السِرَّ شائِع
عَجَباً كَيفَ تَرى الشَمسَ عُيونٌ في البَراقِع ….. وَالَّتي لَم تَتَبَرقَع لا تَراها
لَستُ أَدري
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.