يستهوينا كثيراً نحن المُسلمين وجود آيات تحتوي على إعجاز علمي في القرآن، ونتسابق لإسقاط أحدث الاكتشافات العلمية على آيات القرآن الكريم بشكل دائم، والإشارة إلى أنها كانت موجودة في ديننا منذ 1400 سنة، ومثال عليه هذه الآية رقم 30 من سورة الأنبياء ) أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما(.
كلمة رِتق في الآية لها معانٍ عدة، وحسب فهم علماء التفسير للآية في كل زمان كان يتم تفسيرها بشكل مُختلف، إلى أن وصلنا إلى هذا القرن، قرن الاكتشافات العلمية، فتم تفسيرها بتفاسير جديدة، جزء من التفاسير القديمة يقول أنّ السماء والأرض (داخل الكرة الأرضية) كانتا جزءاً واحداً، أما التفاسير الحديثة بناءً على الاكتشافات العلمية كانت تتحدث عن أنّ النجوم ترقع السماء، والأحدث منها يقول أنّ القمر كان جزءاً من الأرض وخصوصاً من منطقة المحيط الأطلسي، وهو ما قاسه العُلماء ثم انفصل عنها، وهذا ما قد تعنيه الآية، أما التفسير الذي يجمع عليه الكثير اليوم هو تفسير نظرية الانفجار العظيم وأنّ الله يقصد هذا، الجديد أنّ العلم يبحث الآن عن نظريات ما بعد الانفجار العظيم كما رأينا في نظرية كل شيء، وقد يعتمدها او يعتمد غيرها في يوم ما.
ماذا سنقول أمام العالم، أليس الموضوع محرجاً! بين فينة وأخرى نغير التفسير ونقوم بإسقاط نظريات علمية على الآيات ونحرج أنفسنا، أي شخص غير مُسلم سيرى هذا الكلام، سيتعالى.
من الذي أخبرنا أنه يجب أن نُسقِط الاكتشافات العلمية على القرآن الكريم؟ من الذي خدعنا بهذا وجعلنا نُصرُّ على تحميل القرآن أمام العالم ما لم يقله؟
الآية يمكن تفسيرها تفاسير علمية متنوعة وإسقاط نظريات كثيرة عليها، لكن هذا كله ليس صواباً، لأن النظريات العلمية تبقى نظريات ولا شيء ثابت بها، كانت قوانين نيوتن خلال قرون طويلة حقيقة علمية إلى أن قام أينشتاين بدحضها، وهكذا العلم، لذلك لا يجب إسقاط النظريات العلمية على القرآن، القرآن لا يقول لك هذا، وهذا ليس دوره، ليس دوره أن يكون كتاب أحياء أو فلك أو فيزياء، كتاب الله ليس في الأصل كتاب تشريح أو أجنة أو غير ذلك، بل هو كتاب هداية وقيم وأخلاق ونهضة إنسانية وهذه مهمته الأساسية، ولكن لا يعني هذا أنه لم يتناول قضايا علمية على صعيد النفس والآفاق كآيات للتدبر والدراسة ولكن ليس لهدف للإعجاز والتعجيز، يجب النظر بكلية الآيات للتفكر، ولا يجب أن نذهب على كل آية ونسقطها على نظرية علمية.
هذه الإسقاطات أخرجت أشخاص عن دين الله، أناس يرون القرآن ضعيفاً متردداً وغير صحيحاً، يتصادم مع العلم، وكل هذا لأن المفسرين يرون معنى الآية هكذا لكي يتوافق مع العلم، ولمّا يتغير العلم، ويرى أي شخص أنّ التفسير مُختلف، ستراه يعزو الخطأ إلى القرآن ولن ينسبه إلى المفسرين، كثير من المشايخ ما زالوا يستشهدون بأن الأرض مسطحة من القرآن، فيأتي شخص رأى كل العالم والعُلماء يقولون أنّ الأرض كروية، والمُسلمين يقولون أنها مسطحة، فطبيعي أن يقول هذا القرآن كتاب خاطئ ومزيف، وسلام عليك أيها الدين، إنّ العلم لا يُؤَدِي إلى الإلحاد، بل ربط العلم -والذي هو نتاج بشري- بالنص الديني هو ما يُؤَدِي إلى الإلحاد.
صورة 38 صورة تمثال كونفوشيوس من أمام أحد المعابد الكونفوشيوسية
الكونفوشيوسية ديانة صينية ترجع إلى المفكر كونفوشيوس الذي دعا في القرن السادس قبل الميلاد إلى التمسك بالقوانين الصينية مع إضافة لمسة من فلسفته الخاصة، كما ودعا فيها إلى توحيد الإله وتقديس الملائكة، وأراد كونفوشيوس الوصول بمبادئه إلى المدينة الفاضلة.
لا تؤمن الكونفوشيوسية بالبعث، ولكنها تؤمن بالعقاب الإلهي في الدنيا، كما ولديهم لكل جزء في الطبيعة إلهٌ خاصٌ، فللقمر إله، وللشمس إله، وللجبال والسحاب كذلك، ويمكن التقرب من الإله بتقديم القرابين للملوك والأمراء.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.